الشاعر مضر البياتي شاعر القضيةالانسانية
عدد الرسائل : 641 العمر : 40 البلد : العراق المدينة : حيث سكنت الروح (بغداد) الهوايات : كتابة الشعر الحر رقم العضوية : 1 علم الدولة : المهنة : الاهتمامات : تاريخ التسجيل : 15/12/2006
| موضوع: الجَّراد السبت فبراير 23, 2008 10:10 pm | |
|
أَيّارُ فاتِحَةُ السِّنينِ وَشاهِدُ المَوتِ الحَزينِ وَغَصَّةٌ في سورَةِ الإسراءِ أَمشي خَلفَ طِفلٍ غابَ في صَمتِ الكِتابِ بِلا حِسابٍ أَو عَذابْ اللهُ يَأتي لا نَراهُ وَمَوسِمُ العِشقِ انتَهى حَيثُ انتَهيتُ وَحيثُ قاسَمَني الجَّرادُ كِتابَةَ السَّطَرِ الأَخيرِ وَحَبَّةَ القَمحِ الَّتي اختَبَأَت سِنيناً في التُّرابْ اللهُ يَمضي لا نَراه عامُ الحَصادِ سَنَحصُدُ الصَّمتَ المُوَزَّعَ بِالتَّساوي بَينَنا مُزَقَ السَّحابِ كَأَنّها ريشُ الغُرابِ وَما تَبقّى مِن غُبارٍ فَوقَ فاتِحَةِ الكِّتابْ للهِ عُشرٌ مِن صَلاةِ الجائِعِ المَقهورِ في ذاتي وَمِن صَومي وَلي خَوفي وَللجابي سِنينُ العُمرِ ، وَالأَيامُ، وَالأَحلامُ أَعصُرُ في جِيوبِهِ ماءَ أَورِدَتي وَفي رِئَتيهِ أُلقي كُلَّ أَنفاسي وَأَهتِفُ جائعاً في اللَّيلِ "يَحيا العَدلُ"... "عاشَ نَبيُّنا الوالي"! تُزَيِّنُ حَقلَنا المَهجورَ شاهِدَةٌ سَنَحفَظُ جوعَنا المَحفورَ فَوقَ الصَّخرِ قافِيَةً وَنَأكُلُ لَحمَ قَتلانا بِلا شَبَعٍ وَنَرثو جِلدَنا البالي وَلا نَبكي لِكَي لا يَحزَنَ المَوتى نَغُضُّ الطَّرفَ في الطُّرُقاتِ نُوفي الكَيلَ مِن دَمِنا وَنَفرُشُ عِشقَنا المَسكونَ بِالغَزَواتِ والشُّهَداءِ في أَيّارَ فَوقَ الرَّملِ أَكواماً كَقَمحِ الصَّيفِ نُخرِجُ مِن خَلايانا سَوادَ الدُّودِ لا نَئِدُ اللَّواتي جِئنَ عامَ الجوعِ خَشيَةَ فَقرِنا المَزروعِ في أَرضٍ وَرِثناها يَباباً لا نِساءً في لَياليها وَلا قَمَراً يَذوبُ اللَّيلُ يَمضي مِثلَ ماءِ السَّيلِ نَحوَ البَحرِ أَلواناً تَعُبُّ الشَّمسُ مِن أَحلامِنا العَطشى يُمَزِّقُ سَوطُها المَسعورُ ظَهرَ هَوائِنا المَعجونَ بِالكِبريتِ والأَنفاسْ عامُ الجَّرادِ سَنَحصُدُ الجوعَ المُوَزَّعَ بِالتَّساوي بَينَنا أَرضٌ تُرَتِّلُ حُزنَها تَتلو الوَصايا أُسنِدُ الرَّأسَ المُهَدَّمَ فَوقَ صَدري باكِياً اللهُ يَأتي... لا نَراهْ عامُ الوَداعِ أُبَلِّلُ الشَّفَةَ الَّتي ارتَجَفَت فَهَزَّت كَوكَباً قَد أُطفِئَت أَنوارُهُ مُنذُ اندِلاعِ المَوتِ في أَجسادِنا وَتَشَقَّقَت في القَحطِ تَنفَصِلُ الحُروفُ عَنِ الحُروفِ وَتَهرُبُ الكَلِماتُ مِنّا كَالهَواءِ كَأَنَّها غَبَشُ البَعوضِ غُموضُهُ ضاقَت بِنا أَسماؤنا ضاقَت بِنا أَشلاؤنا ضاقَت صُدورُ الأَنبِياءِ وَضاقَتِ الدُّنيا بِما رَحُبَتْ سَنورِثُ ما وَرِثنا في كِتابٍ شاهِدٍ لَن نَقرَعَ البابَ الكَبيرَ وَنَشتَكي خَمساً نُصَلّي لِلسَّماءِ... وَنَرتَوي ما زالَ فينا خَوفُنا لَم نَكتَمِلْ خَمساً نُصَلّي مُنذُ دَهرٍ حافِلٍ بِجِراحِنا لَم نَكتَمِلْ ناراً تَفيضُ الرُّوحُ في رَمضائِنا ناراً كَأَنَّ الصَّمتَ يَحرِقُنا كَعُشبٍ جَفَّ فيهِ العُمرُ في أَيلولَ يَسرِقُنا مِنَ الماضي وَيَسرِقُنا مِنَ الآتي مَنَ الصَّلواتِ في صَيفٍ أَضأنا لَيلَهُ المَسكونَ بِالأَشباحِ بِالكَلِماتِ نُنشِدُها عَلى الشُّرُفاتِ وَالإيقاعُ أَيدينا وَأَرجُلُنا عامُ الجَّرادِ سَتُطفئُ الرّيحُ الَّتي هَبَّت عَلى أَرواحِنا ما قَد أَضأنا مِن شُموعٍ في زَواياها وَتَجرُفُنا إلى النِّسيانِ خَلفَ جِدارِنا المَصبوبِ مِنَ كَذِبٍ وَأَسماءٍ مِنَ الأَسمَنتِ وَالصُّوانْ وَسَتُكسَرُ المُدُنُ الَّتي قَد شُيِّدَت مِن عَظمِنا فَوقَ الفَراغِ وَتُطفَأُ النّارُ الهَزيلَةُ في الرُّؤى تَحتَ القُدورِ وَفي المَناراتِ العَتيقَةِ في العُيونِ وَيَزحَفُ الغَيمُ المُكَبَّلُ هارِباً لَن نَذكُرَ المَوتى عَلى الطُّرُقاتِ لا لَن نَذكُرَ المَوتى وَلا الأَحياءَ يَومَ الحَشرْ أَسماؤنا...قُمصانُنا نُلقي بِها وَكَأَنّها صَخرٌ عَلى أَكتافِنا لَن نَذكُرَ الصَّوتَ الَّذي قالَ اصعَدوا لِلفُلكِ إنَّ الفُلكَ ناجِيَةٌ لَن نَذكُرَ اللَّونَ الَّذي صَبَغَ الرَّدى: بُنيَّةٌ أَرواحُنا بُنيَّةٌ أَشجارُنا بُنيَّةٌ طُرُقاتُنا بُنيَّةٌ أَحلامُنا أَعراسُنا أَجراسُنا صَلَواتُنا بُنيَّةٌ بُنيَّة نامَ الصَّدى بَينَ الحَصى حوريَّةٌ صَفراءُ تَرقُصُ في الهَواءِ فَراشَةٌ فَرَّت إلى صَدري وَدوريٌّ يُطارِدُ جُندُباً وَالأَرضُ جَرداءْ0000 في الجُرفِ ما عادَ النَّدى يَحنو عَلى أَغصانِنا ما عادَ نُسغٌ في التُّرابْ000 لُغَةُ الرِّياحِ طَلاسِمٌ لُغَةُ المُغَنّي كَالضَّبابْ000 يَأتي إلى ما كانَ ماءً حَولَنا مِثلَ البُحَيرَةِ عاشِقٌ000 أَلوانُهُ 000 ماءٌ بِلا لَونٍ سَيَخدَعُنا وَيُقسِمُ في جُنونِ الحُزنِ وَالنِّسيانِ أَنَّ الماءَ كانَ اليَومَ أَخضَرَ مِثلَ أَوراقِ الشَّجَرْ0000 وَنُصَدِّقُ القِصَصَ الَّتي فاضَت بِها أَلوانُهُ وَنُصَدِّقُ الحُزنَ المُغَطّى بِالسَّديمِ غَشاوَةً أَو قَشَّةً تُلقى عَلى ظَهرِ البَعيرِ فَتَقسِمُ الزَّمَنَ المُهَدَّمَ قَبلَها عَمّا يَليهِ مِنَ الخَرابْ000 وَنُصَدِّقُ الدَّمعَ الَّذي خَلَقَ البِحارَ وَمِلحَها000 وَنُصَدِّقُ المِحراثَ يَفصِلُ لَحمَنا عَن جَذرِنا قِصصَ الطُّفولَةِ في الشِّتاءِ وَخَوفَنا السِّندِبادَ وَبَحرَهُ السِّجنَ الكَبيرَ مَليكَةً صارَت تُساءِلُ نَفسَها خَلفَ المَرايا مُنذُ عامٍ وَهيَ تَبكي عُمرَها يا عُمرُ هَل ما زالَ غُصني أَخضَراً؟؟؟ أُسطورَةً؟؟؟؟ حُلُمَ الرِّجالِ وَشَهوَةً؟؟؟؟؟ يا عُمرُ قِفْ أَضنَيتَني ذابَت عِظامي وَالمَرايا لا تَشيخُ كَأَنَّها خُلِقَت لِتَبقى كَي تُرينا خَوفَنا المَدفونَ فينا كُلَّما حَطَّ المَساءُ رِحالَهُ ما بَينَنا وَتَراقَصَ الضَّوءُ الهَزيلُ عَلى الجِّدارِ وَأُغلِقَت أَبوابُنا وَهَمَستُ عارِيَةً أَمامَ العُمرِ في المِرآةِ أَعصُرُ مِن خَلايا القَلبِ نارَ الشَّهوةِ السَوداءِ وَالشَّيطانُ رابِعُنا أَنا وَالعُمرُ وَالمِرآةُ يا سُلطانَ عُمري " هَيتَ لَك"؟ ! وَنُصَدِّقُ القِصَصَ الَّتي فاضَت بِها أَحلامُهُ عَنقاءُ تَرشَحُ مِن مَسامِ قَصيدَةٍ مُنذُ انكِسارِ الشَّمسِ في الصَلصالِ تَصغُرُ في خُرافَتِنا وَتَكبُرُ في مَعابِدِ وَعدِها المائيِّ بَينَ الصَّخرِ تَسقُطُ فَوقَ أَرضٍ رَحمُها بازِلتُ تَكبُرُ قَطرَةً في كُلِّ عامٍ في الفَراغِ كَأَنّها بَلّورَةٌ حَجَرٌ تَفَتَّحَ في الظَّلامِ يُضيءُ مِن زَيتِ العِظامِ وَيَرتَقي أَنفاسَنا وَنُصَدِّقُ الأَرضَ الَّتي نامَت عَلى الصَّفصافِ عَطشى وَالنَّدى في رَحمِها المَثقوبِ يَروي حِصَّةَ الغُرَباءِ فيها00 عاشِقٌ يَأتي إلى ما كانَ ماءً حَولَنا مَجنونُ لَيلى يَحرُثُ الرّيحَ الَّتي هَبَّت عَلينا سَبعَةً بِعَباءَةِ الحُلُمِ السَّعيدِ فَبَعثَرَت أَسماءَنا مِليونُ "س" "ن" "ب" "ل" "ةٍ" سَماءٌ تَرتَخي كَالبَحرِ نُسنِدُها بِأَكتافٍ مِنَ الصَّلصالِ أَحرُفُها مُحَطَّمَةٌ وَأَحرُفُنا كَسَربِ الطَّيرِ تاهَت في المَدى المَفتوحِ وَالنِّسيانِ نومئُ في غُبارِ الصُّبحِ لِلأَشياءِ "هذا" تِلكَ" "ذاكَ" "وَأَنتَ" نَكتُبُها عَلى الجُدرانِ كَي نَنسى وَكي نَرمي عَنِ الكَتِفَينِ عِبءَ الشَّكلِ وَالميلادِ نَحفُرُها "مُ" "حَ" "مَّ" "دُ" أَكثَرُ الأَسماءِ "أَ" "ح" "مَ" "دُ" تَهبِطُ الوُديانَ عارِيَةً "سَ" "د" "و" "مُ" تُصارِعُ الأَمواجَ وَالمَنفى "ذُ" "ب" "ا" "بٌ" يَقرِضُ الأَيّامَ أَوَّلُها.... مَساءُ السَّبتِ آخِرُها... مَساءُ السَّبتِ "آ" "دَ" "مُ" يَعصُرُ الكَلِماتِ... يَشرَبُها وَيَنسى ما تَعَلَّمَ قَبلَ خَلقِ الشَّمسِ دائِرَةٌ مِنَ الكَلِماتِ لا مَعنى وَلا شَكلٌ دُموعٌ كُلُّها لِلرّيحِ.. لِلنِّسيانِ .. لِلماضي سَقَتنا الشَّمسُ كَالفولاذْ عامُ الجَّرادِ سَنَلتَقي سَتُوَحِّدُ الحَربُ الحَزينَةُ شَملَنا لِلبَيتِ رَبٌّ واحِدٌ... يَحميه وَأَنا أُدافِعُ عَن سَماءٍ لَونُها كَالبَحرِ بُنيٌّ كَجِلدي كَالرَّبيعِ المُستعارِ عَلى الشِّعارِ بِغَيمَةٍ وَجَناحِ دوريٍّ وَأَسناني أُنَقِّبُ في رُكامِ مَدينَةٍ طُحِنَت عَلى حَجَرٍ وَأَحفُرُ في جِدارٍ حَولَ ذاكِرَتي -لَعَلّي أُوقِظُ الذِّكرى_ ثُقوباً كَي تُضيءَ الشَّمسُ وَجهَ الطِّفلِ في ذاتي جُنودٌ يَعبُرونَ اللَّيلَ وَالأَحلامَ قافِلَةٌ تُغادِرُ دونَ أَختامٍ وُعِدنا بِالشِّتاءِ يَذوبُ في دَمِنا بِحورِ العِينِ وَالسُّلطانِ وَالسَّلوى وُعِدنا جَنَّةَ الفِردَوسِ نَهراً مِن نَبيذٍ يَخطِفُ الأَبصارَ مَنزِلَةً هِيَ الأَعلى تُغادِرُ حُزنَها الأَبَديَّ نَحوَ الحُزنِ قافِلَةٌ وَتَضحَكُ جُثَّةٌ لي ضِحكَةً صَفراءَ تُطعِمُني بَقايا قِطعَةِ التُفّاحِ تُحزِنُني وَتَرحَلُ مَع قِطارِ اللَّيلِ عِندَ السّاعَةِ الأُولى تُلَوِّحُ بِالمَناديلِ الَّتي اهتَرَأَت نِساءٌ مِثلَ مَوجِ البَحرِ لا أَحَدٌ يُوَدِّعُني تُدَفِّئُني: دٌموعٌ تَغسِلُ الجُدرانَ وَالهَمَساتُ والآهاتُ وَالأَنفاسُ في صَدري وَحيداً أَعبُرُ الطُّرُقاتِ مَكسوراً سِنينُ الحَربِ أَعرِفُها سِنينُ الجوعِ أَعرِفُها سِنينُ القَحطِ أَعرِفُها.. وَتَعرِفُني كِتابٌ فُصِّلَت آياتُهُ مُنذُ انتِشارِ الضَّوءِ حَولي وَانفِصالي عَن رَذاذِ الماءْ مَنذُ ارتِدائي شَهوَةَ العِشقِ العَنيدِ كَأَتَّني ما كنتُ فَوقَ سَفينَةِ النّاجينَ في الطُّوفانِ يَومَ اللُجَّةِ الكُبرى أَمشي وَأَبحَثُ في جِيوبِ العابِرينَ عَنِ الحِكايَةِ في زَمانٍ غابِرٍ قابيلُ بَلَّغتَ الرِّسالَةَ كُلَّها وَمَلأَتَ صَحنَكَ مِن دَمي أَرخَيتَ لَيلَكَ فَوقَ عُمري حِصَّةً أَبَديَّةً فَتَّشتَ لَحمي عَن غُبارٍ ما يَدُلُّ عَلى هُوِيَّتِكَ القَديمَةِ لَم تَجِدْ إلاّ الهَواءَ وَما تَرَكتُ عَلى الهَواءِ مِنَ الغُبار صَدأٌ عَلى صَدأ الحَديدِ يَنِزُّ مِن جُدرانِ ذاكِرَتي وُجوهٌ تُشبِهُ الآثارَ وَالسُّلطانُ مُنذُ نِهايَةِ الطُّوفانِ... كَالسُّلطانِ أَلفُ نِهايَةٍ مَرَّت عَلى حَجَرٍ وَوَجهُ اللَّيلِ... وَجهُ اللَّيلِ ماءُ البَحرِ... ماءُ البَحرِ لَونُ الشَّمسِ... لَونُ الشَّمسِ وَالسُّلطانُ...سُلطان عامُ الجَّرادِ كَأَنَّني لا أَرتَجي غَيرَ الصَّلاةِِ وَحُفرَةٍ لي قَبلَ أَن أُمسي طَعاماً لِلجَّوارِحِ وَالذِّئابْ في الحَربِ يَتَّسِعُ المَدى دَربُ الرَّحيلِ بِلا رُجوعٍ واضِحٍ مَوتى أَعُدُّ عَلى الطَّريقِ وَأَنحَني كَي لا أَموتَ بِطَلقَةِ الصيّادْ قَبرٌ سَيُحفَرُ في الرَّمادِ لأَِجلِنا وَسَتؤنِسُ المَوتى عِظامٌ مِن حُروبٍ قَد خَلَت وَسَتَبحَثُ القِطَطُ الَّتي اعتادَت عَلى أَجسادِنا عَنّا عَلى أَرضِ الخَرابِ فَلا نَكونْ لي قِطَّةٌ كانَت تَموءُ كَأَنَّها وَتَرٌ يُداعِبُ شَهوَتي تَمشي وَرائي مِثلَ ظِلٍّ تابِعٍ كانَت بِلَونِ الأُرجُوانِ سَقيتُها عاماً بِكَفّي ثُمَّ ضاعَت في الفَراغِ كَنَجمَةٍ لَم تَحتَرِفْ لُغَةَ السَّماءِ فَأُطفِئَتْ حينَ ارتَدَت ثوبَ الفَراغِ وَأَنشَبَت أَنيابَها -كَي تُسكِتَ الجوعَ الرَّهيبَ- بِجُثَّةٍ قَد عُلِّقَت فَوقَ السِّياجْ لي قِطَّةٌ أَمشي عَلى جُثَثِ الضَّحايا مَوسِمُ العِشقِ انتَهى حَيثُ انتَهيتُ وَحيثُ قاسَمَني الجَّرادُ كِتابَةَ السَّطَرِ الأَخيرِ وَحَبَّةَ القَمحِ الَّتي اختَبَأت سِنيناً في التُّرابْ اللهُ يأتي... لا نَراه عامُ الحَصادِ سَنَحصِدُ المَوتَ المُوَزَّعَ بِالتَّساوي بَينَنا مُزَقَ السَّحابِ كَأَنّها ريشُ الغُرابِ وَما تَبقّى مِن غُبارٍ فَوقَ فاتِحَةِ الكِتابْ للهِ نِصفٌ مِن صَلاةِ الجائِعِ المَقهورِ في ذاتي وَمِن صَومي وَللجّابي سِنينُ القَهرِ أَعصُرُ في جِيوبِهِ سُمَّ أَورِدَتي وَأَهتِفُ في سُكونِ اللَّيلِ "يَحيا العَدلُ" أَحفُرُها عَلى الصَّلصالِ عِندَ الفَجرِ أَلواناً بِلَونِ الطَّيفِ "ماتَ نَبيُّنا الوالي"! يَتيمٌ يَغرِفُ الكَلِماتِ في كَفَّيهِ يَصعَدُ في غُبارِ الرُّوحِ يَمشي بَينَ سُنبُلَتينِ مُنذُ بِدايَةِ الدُّنيا وَحَتّى آخِرِ الكَلِماتِ أَحمَدُ: آخِرُ الأَسماءِ وَالصَّلصالُ أَوَّلُها وَما تَأتي بِهِ الأَيامُ عِندَ الفَجرِ قَبلَ بُلوغِ عَينِ الشَّمسِ مِن رُؤيا سُؤالٌ كُلُهُ لِلرّوحِ يُقلِقُها -هَل احتَرَقَت رُفاةُ الرّوحِ؟ -لا -ماذا سَيُشعِلُ شَمسَ أَرواحٍ قَد انطَفَأَت إذَن؟ -أَصداءُ أَجراسٍ وَرِثناها عَنِ السُّجَناءِ وَالمَوتى! سَنَحفُرُ في بَقايا الرُّوحِ نُخرِجُ مِن صَدى الأَنفاسِ مَملَكَةً مِنَ الفُخّارِ تُشبِهُنا وَنَعصُرُ مِن خَلايانا مِياهاً عَذبَةً كَالنَّهر تُشبِعُ جوعَنا الأَبَديَّ لِلأَرضِ الَّتي نامَت عَلى أَكتافِنا حُبلى وَلِلآتي وَ لِ ل آ ت ي
| |
|