الشاعر مضر البياتي شاعر القضيةالانسانية
عدد الرسائل : 641 العمر : 40 البلد : العراق المدينة : حيث سكنت الروح (بغداد) الهوايات : كتابة الشعر الحر رقم العضوية : 1 علم الدولة : المهنة : الاهتمامات : تاريخ التسجيل : 15/12/2006
| موضوع: سأبوح بحبك للريح وللأشجار السبت فبراير 23, 2008 7:22 pm | |
|
( 1 )
تقبع في غرفتك الآن وحيدًا, تنهال التذكارات, فها هي ذي
الدنيا: جسد امرأة تتأوه تحتك, مغمضة عينيها, يسقط ثلج
أسودُ فوق الخدين, فتبكي في صمت, فسنابل قمح الجسد
العاري, تكسرها ريح مغيب, يتوغل في مدن لم تُولد. من أي
مدار شمسيٍّ تهبط فوق الأرض: العربات الذهبية حاملة للجسد
المنفي, بذور الإِبداع ونار الخلقِ الأولى? من أي السنوات
الضوئية, يأتي هذا الضيف الحجري بسلة أثمار الصيف?
فتبكي في صمت. من أي نهار ينبثق الفرح الباكي ويموت,
ليترك فوق الأوراق نجومًا وعصافيرْ
وإلى أين تسير?
هذي الدنيا بعباءتها في الريح?
امرأة حبلى في الشهر التاسع قرب البحر تصيح
تتشهَّى القمر الليموني النائم فوق سطوح الريف.
( 2 )
يا امرأة الهملايا وسفوح الأنديز
نامي في قاع محيط الروح
حتى ينفجر البركان ويعوي كلب الرؤيا المسعور.
( 3 )
ربات الأقدار
يرقصن على موسيقى الجاز
في صالة رقص الأمطار.
( 4 )
ها أنت تشد الأوتار وتبكي في أعقاب طقوس الإِخصاب لبذور الخلق الأولى, تحت رماد الأحقاب.
( 5 )
عاصفة تقتلع الأبواب
تلقي بخريطة هذي الدنيا فوق الأرض وتطفئ ضوء المصباح.
( 6 )
ها أنت تواجه نفسك في المرآة
بقميصك نار تشتعل الآن.
( 7 )
يتوغل في قلبك حزن الليل الإِسبانيِّ وثلج الغابات الروسيَّة,
تسقط من فوق الكرسيِّ مريضًا, تأكلك الحمى, تصرخ, لكن
الصرخات تضيع هباء. النجدة! إنسان يحترق الآن وحيدًا في
غرفته, يتشبث بالحبر وبالأوراق, بخارى بمآذنها الزرقاء تصلي
للأنهار الوحشية في أعماق الليل وتتلو آيات زرادشت
الأشجار, ربيع شعوب يولد من حبات القمح ومن صلوات
الريح, وأنت تصلي للشعب المأخوذ العاري من حد الماء إلى حد الماءْ.
ترسم خارطة لعيون المعبودات وربات الأقدار
تسقط من فوق الكرسي مريضًا فوق الخارطة البيضاء.
( 8 )
يا امرأة الهملايا وسفوح الأنديز, لماذا فوق سرير الأمطار تنام جبال الفيروز?
( 9 )
يموت الشاعر منفيًّا أو منتحرًا أو مجنونًا أو عبدًا أو خدَّامًا في
هذي البقع السوداء وفي تلك الأقفاص الذهبية, حيث الشعب
المأخوذ العاري من حد الماء إلى حد الماء يموتُ ببطء, تحت
سياط الإِرهاب, وحيدًا, معزولاً, منبوذًا, محرومًا قرب الأقفاص.
( 10 )
يا امرأة ستكون
سأبوح بحبك للريح وللأشجار
وأعيد كتابة تاريخك فوق الخارطة البيضاء
| |
|