الشاعر مضر البياتي شاعر القضيةالانسانية
عدد الرسائل : 641 العمر : 40 البلد : العراق المدينة : حيث سكنت الروح (بغداد) الهوايات : كتابة الشعر الحر رقم العضوية : 1 علم الدولة : المهنة : الاهتمامات : تاريخ التسجيل : 15/12/2006
| موضوع: بحيرات للتأمّل السبت فبراير 23, 2008 5:51 pm | |
|
بحيراتٌ وموسيقى وأفقٌ رائعُ الأصدافْ بحيراتٌ لنخلدَ للتأمّلِ في مصيرِ العمرِ عند نهايةِ الصفصافْ . بحيراتٌ لنبصرَ في الطيورِ العالياتِ حنيننا للموتِ حين نغادرُ الدنيا ونسبحُ في سماءِ الليلِ كالأطيافْ . بحيراتٌ لنصغي في نحيبِ الموجِ للمرثيةِ الأزليّةِ الإنشادِ خلفَ ( مراكبٍ ) رحلت إلى الماضي ولم ترجعْ بها الأيّامُ من غيبوبةِ النسيانَ .. للموتى الذين ترهّبوا في غابةِ الأسلافْ . هي الطلليّةُ الأبديّةُ النشدانِ للعشاقِ ، معموديّةُ الذوبانِ في الذكرى البعيدةِ وانحلالُ الروحِ كالحسراتِ تحتَ تهاطلِ النفنافْ . كأنَّا في شواطئها حداةُ الموتِ خلفَ نوافذِ المجهولِ يحملنا هديلُ حمائمِ الأمواجِ للإبحارِ خلفَ تعاقبِ الأعوامِ ، للتحديقِ في الرحمِ الغروبيِّ الجريحِ وقد تكوّرَ كالجنينِ على أمومةِ حزنهِ الشفاف ْ . كأنَّ نشيجها المائيَّ رجعُ قصائدِ الهجراتِ للنائين .. ترجيعُ المواويلِ التي تتكرّرُ الزفراتُ تحت رياحها الصماءِ ، والمعنى لصرخةِ عاشقٍ في الأبجديّةِ أدركتهُ الإنتحابةُ فانبرى كالطفلِ يلهجُ حائراً بنبوءةِ العرّافْ . بحيراتٌ لنشهدَ بالخيالِ أنوثةَ الأشجارِ تخفقُ في فضاءِ العزلةِ المخضوبِ بالدمعاتِ ، والشمسَ التي نُحتتْ من الحزنِ السماويِّ المقدّسِ في الغروبِ ، ونشهدَ الضوءَ الذي يتطهّرُ الغرباءُ في محرابهِ من سوأة ِ الأوصافْ . ..لنجلسَ ساكنينَ وشاخصينَ كآخرِ الزهّادِ في طيرانِ قبّرةِ الأفولِ وراءَ خطِّ الذكرياتِ ..مفكّرينَ كأوّل الرهبان فيما يجعلُ الأمواجَ توقيتاً لعمرٍ ضاعَ ، والأيامَ نائيةً يغيبُ هلالها في آخرِ الأريافْ . بحيراتٌ تراهفُ في المدى الشفقيِّ أحزانَ الغنائيّاتِ ، والرؤيا البعيدةَ لابيضاضِ الروحِ في أفق الرؤى المذهولِ والفانونَ حول أفولها الموهومِ أصنامٌ تحدّقُ في أديمٍ مقمرٍ في ليلهِ المصطافْ .
| |
|