الإهداء إلى فروزنده
(1)
وُلدتَ في حدائقِ الآلهةْ
و متَّ في شيرازْ
كلُّ عشيقاتِك في منازلِ الموتى
و في مقابرِ الرمادْ
أضاءهنَّ الوجودُ , فاستَفَقْنَ باكياتْ
لمّا فتحتَ كوةً لهنَّ في الجدارْ
ماذا أسمِّيكَ ؟ فأنتَ ملكُ الشعرِ
بعينيكَ رأيتَ الموتَ و الخرابْ
و مشعلي الحرائقْ
و خدمَ الطغاةْ
بقدحِ الخمرِ الإلهيّ تداويتَ
صرختَ باكياً في حانةِ الأقدارْ
:
رباهُ ماذا تركتْ في العالمِ الأرضيّ
هذي السحبُ الحمراءْ ؟
غيرَ قبورِ الشعراء , ها
هو السماء
يهبطُ في حدائقِ الآلهةِ/ السماءْ
تنذرُ بالمطرْ
أحسُّ بالبردِ و قلبي صارَ من لوعتِهِ حَجَرْ
(2)
ناداكَ في الغيب منادٍ : (حافظَ) الأسرارْ
لم يبقَ في الجرَّةِ خمرٌ
فاكسرِ القدحْ
ولنرهنِ (الخرقةَ) عندَ سيدي الخمّارْ
(3)
وَقَعْتَ كالقطاةِ في الشَرَكْ
فهذه الدنيا لمنْ مَلَكْ
و (حافظُ) الفقيرُ فيها
جُنَّ بالعشقِ و الصهباءِ
و احترقْ
(4)
أشربُها بالسرِّ و العَلَنْ
فَهْيَ شفيعي
عندما أدْرَجُ بالكفنْ
(5)
العندليبُ كان مثلي
عاشقاً سكرانْ
أيقظَ في غنائهِ الموتى
و فرَّ هارباً من قفصِ السلطانْ
لكنّني بقيتُ في جوارهِ أعاتبُ الزمانْ
!
(6)
من يشتري عمامة القاضي
بقنينة خمر
فهو قد حرمه و حلل الميسر و الربا
و ذبح الطير و الإنسان
(7)
لم يبقَ من العمرِ سوى حبّةِ رملٍ
اينَ معبودةُ قلبي
لِمَ لا تصدحُ بالغناءْ
(
المدنُ التي لَثَمْتُ خدَّها
تحولتْ رمادْ
(9)
فلتُسْعَدي شيرازُ
يا مدينةَ الحكمةِ و الشِّعْرِ
و أرضَ أولياءِ اللهْ
(10)
أصبحتُ مجنوناً بعشقي
جَسَدُ المرأةِ في المرآةْ
فاكهةُ الشتاءْ
يُثيرُ بي الشهوةَ للرقصِ و للغناءْ
(11)
نهداك في يدي و عيناك بعينيْ
و أنا أهتزُّ كالزورقِ
في البَحْرِ و كالوَتَرْ
من يُرضعُ الثاني
أنا أمْ أنتِ ؟
من سَيَسْبقُ الآخرَ في الوصولِ للذروةِ
ها أنتِ على السريرِ
في دائرة السحرِ
و في مملكتيْ
غزالةٌ تئنُّ تحتَ وطأةِ القُبَلْ
(12)
شَعرُك كالحريقِ في الغابةِ
من مدَّ يدَ الغريقِ للآخر ؟
يا حفيدةَ الملوكِ
مَنْ نجا من الغَرَقْ ؟
ها أنتِ في القاعِ معي
تواكبينَ دورةَ الفصولِ
في قصيدةِ الجَسَدْ
(12)
متى تعودين ؟
أنا في أسفل السلم مخمورا
أناديك من الحضيض
محترقا مريض
مواجدي طالت
و طال وجعي شيراز
بقدح الخمر الإلهي تداويت
فزاد وجعي
داهمني النوم
صرخت باكيا : ها هو ذا الخريف
يدب في حدائق الآلهة
مخلفا وراءه حرائق شالميلاد