الشاعر مضر البياتي شاعر القضيةالانسانية
عدد الرسائل : 641 العمر : 40 البلد : العراق المدينة : حيث سكنت الروح (بغداد) الهوايات : كتابة الشعر الحر رقم العضوية : 1 علم الدولة : المهنة : الاهتمامات : تاريخ التسجيل : 15/12/2006
| موضوع: قراءة في كتاب الطواسين للحلاج الأحد فبراير 24, 2008 7:15 pm | |
|
( 1 )
أصرخ في ليل القارات الست أُقرِّبُ وجهي من سور الصين، وفي نهر
النيل أموت غريقًا، كل متون الأهرامات معي، ومراثي المعبودات، أموت
وأطفو منتظرًا دقات الساعات الرملية في برج الليل المائل،
أبني وطنًا للشعر، أقرب وجهي من وجه البنّاء الأعظم، أسقط في فخ الكلمات
المنصوبة، يُبنى حولي سورٌ، يعلو السور ويعلو: كتبٌ ووصايا تلتف
حبالاً، أصرخ مذعورًا في أسفل قاعدة السور. لماذا يا أبتي أنفى في
هذا الملكوت؟ لماذا تأكل لحمي قطط الليل الحجريِّ الضارب في هذا
النصف المظلم من كوكبنا؟ ولماذا صمت البحر؟ الإنسان المفعم موتًا في
هذا المنفى؟ هذا عصر شهود الزور؟ وهذا عصر مسلات (...) أقرِّب
وجهي من وطن الشعر، أرى آلاف التعساء المنبوذين وراء الأسوار
الحجرية. في منتصف الليل يغيب النجم القطبي وينبح كلب قمر الموت
لماذا يا أبتي صمت الإنسان؟
( 2 )
من تحت مسلات طغاة العالمْ
من تحت رماد الأزمان
من خلف القضبان
أصرخ في ليل القارات،أقدم حبي قربانْ
للوحش الرابض في كل الأبواب.
( 3 )
أجيال وقوافلْ
أمم وممالكْ
أهلكها الطوفان.
( 4 )
واحدة بعد الأخرى، ترتفع الأيدي في وجه الطغيان
لكن سيوف السلطان
تقطعها، واحدة بعد الأخرى، في كل مكانْ.
( 5 )
فلماذا، يا أبتي، لم ترفع يدك السمحاء؟
( 6 )
ثورات الفقراءْ
يسرقها، في كل الأزمان، لصوص الثوراتْ.
( 7 )
(زاباتا) كان مثالاً ومئات الأسماء الأخرى
في قاموس القديسين الشهداءْ.
( 8 )
فلماذا يا أبتي صُلب الحلاج?
( 9 )
في أحواض الزهر وفي غابات طفولة حبي, كان الحلاج رفيقي في كل
الأسفار، وكنا نقتسم الخبز ونكتب أشعارًا عن رؤيا الفقراء المنبوذين
جياعًا في ملكوت البنّاء الأعظم عن سر تمرد هذا الإنسان المتحرق
شوقًا للنور، المحنيّ الرأس إلى السلطان الجائر. كان الحلاج يعود
مريضًا وينام سنينًا ويموت كثيرًا ويهز القضبان الحجريَّةَ في كل .
سجون العالم. قال الحلاج: (وداعًا) فاختفت الأحواض وداعًا! غابات
طفولة حبي، سيصير الماء دموعًا والموت رحيلاً في هذا المنفى.
هذا عصر شهود الزور (...) الدول الكبرى - الجنرالات - الآلات.
لماذا يا أبتي لم ترفع يدك السمحاء بوجه الشر القادم من كل الأبواب؟
لماذا تُُنفى الكلمات? يصير الحب عذابًا? والصمت عذابًا? في هذا
المنفى? وتصير الكلماتْ طوق نجاةْ.
للغرقى في هذا اليم المسكون بفوضى الأشياء?
( 10 )
كل الفقراء اجتمعوا حول الحلاج وحول النار
في هذا الليل المسكون بحمى شيءٍ ما, قد يأتي أو لا يأتي من خلف الأسوار
| |
|