الشاعر مضر البياتي شاعر القضيةالانسانية
عدد الرسائل : 641 العمر : 40 البلد : العراق المدينة : حيث سكنت الروح (بغداد) الهوايات : كتابة الشعر الحر رقم العضوية : 1 علم الدولة : المهنة : الاهتمامات : تاريخ التسجيل : 15/12/2006
| موضوع: خرج ولم يعد السبت فبراير 23, 2008 11:20 pm | |
|
أحفَيتُ عُمري.. وأنا أبحثُ عن (شَريفْ) مُنذُ تَوارى فَجأةً في الزَّمنِ المُخيفْ طَفِقْتُ طُولَ الوَقتِ أستفسرُ عن أخبارهِ وَأسألُ الرُّكبانْ. لكنَّني لِلآنْ لم أستطعْ أن أعرفَ الصِّدقَ مِنَ التأليفْ : سَمِعتُ يوماً أنّهُ فَـرَّ إلى طهَرانْ وَدُونَ كُلِّ رَهْطِهِ قد عاشَ فيها عاطِلاً إلاّ عَنِ الإيمانْ ! وَقيلَ، يوماً، إنّهُ مُختبىءٌ في الرِّيفْ . وَقيلَ، يَوماً، إنّهُ يَقبَعُ في التّوقيفْ . وَقيلَ إنّهُ مَضى، سِـرّاً، إلى عَمّـانْ لكنّهُ لَمْ يَشتَرِ الخُبزَ بماءِ وَجْههِ فَماتَ بالمجّانْ ! تَبعْتُ آلافَ الرّواياتِ ولكنْ لَم أصِلْ يَوماً إلى شَريفْ . *** وآذَنَتْ أقدارُنا أن يَسقُطَ الطُّغيانْ فَعادتِ الآمـالُ لي في أن أراهُ عائداً بعَودةِ الأوطانْ . ها هُوذا زَمانُهُ المأمولُ مِن زَمانْ هُوَ المُرجّى وَحْدَهُ أن يَربطَ الجُرحَ بطيبِ أصْلِهِ وَيَقطعَ النّزيفْ . هُوَ المُرجّى وَحْدَهُ أن يَطبعَ العفَّة في قُلوبناِ بِطبْعهِ العَفيفْ . هُوَ المُرجّى وَحْدَهُ أن يَرفعَ الفَسادَ عن دُروبنا وَيكنُسَ الإخلافَ وَالتّسويفْ . تَبعِتُ مَجرى أمَلي مُسْتقصِيًا عن بَطَلي : دُرْتُ على مُختلِفِ الأحزابِ لكنْ لَم يَكُن في أيِّها شَريفْ . بَحثتُ في دَوائرِ البناءِ والتّنظيفْ لَم يَبدُ لي شَريفْ . فَتّشتُ في مَصارفِ الإنماءِ والتّسليفْ ما لاحَ لي شَريفْ . سَألتُ في أجهزةِ الأمنِ وَنقّبتُ لَدى مَراكزِ التّوظيفْ ما بان لي شَريفْ . طَرَقتُ أبوابَ الوِزاراتِ وَأبوابَ السِّفاراتِ وأبوابَ المِليشْياتِ وَقَطَّعتُ حِبالَ الصّوتِ مِن تساؤلي : - هَل ها هُنا شَريفْ ؟ كانَ الجَوابُ دائمًا : - لَيسَ هُنا شَريفْ ! *** أدعو وَقلبي طافِحٌ برَغْوةِ الأحزانْ : يا واسِعَ الإحسانِ يا حَنّانُ يا مَنّانْ عَبْدُكَ قد أهلكَهُ التّفتيشُ عن شَريفْ فَابسُطْ ضِياءَ وَجْهكَ الوَضّاءِ يا لَطيفْ لِعَبْدكَ الضَّعيفْ لَعَلَّهُ سَيَهتدي، يَومًا، إلى شَريفْ !
| |
|